إن وادي رم ذو
الجمال الطبيعي الفاتن يلخص رومانسية الصحراء بأوديتها القديمة الشبيهة بسطح القمر
والتلال الرملية التي ترتفع فوق الأرض. وعلاوة على ذلك فوادي رم يعتبر مسكنا للعديد
من القبائل البدوية التي تعيش في مخيمات متناثرة في المنطقة. وينجذب متسلقوا الجبال
بصورة خاصة إلى وادي رم بسبب العديد من الجروف المكونة من الجرانيت والصخر الرملي،
فيما يستمتع المتنزهون بمساحاته الشاسعة هذا وان وادي رم معروف للجميع وذلك نتيجة
للعلاقة التي تربطه بالضابط البريطاني المبهم تي. إي. لورنس الذي استقر به المقام
هنا خلال فترة الثورة العربية الكبرى (1917-1918). ولقد صورت العديد من مشاهد فيلم
ديفيد لين الذي يحمل العنوان (لورنس العرب) في وادي رم.
إن الطريق الرئيسي إلى وادي رم وقرية رم الصغيرة ينحدر
شرقا من الطريق ال صحراوي عند
حوالي خمسة كيلومترات إلى الجنوب من مدينة القويرة وخمسة وعشرين كيلومترا إلى
الشمال من العقبة. ومن هناك يمتد الطريق بطول يصل إلى حوالي 35 كيلومترا عبر
الصحراء وينتهي حتى رم. ومن الأفضل أن تقود سيارتك الخاصة بنفسك عند الذهاب إلى رم
حيث أن المواصلات العامة إلى القرية غاية في الصعوبة. وتتألف القرية في الأساس من
العديد من السكان البدو في خيامهم المصنوعة من شعر الماعز والبيوت الإسمنتية ومدرسة
وبعض المحال ومقر شرطة البادية الشهيرة.
وهنالك العديد من الخيارات المتاحة لاستكشاف وادي رم. ففي
الاستراحة الحكومية التي تقع داخل القرية يمكنك استئجار سيارة جيب ذات دفع رباعي مع
سائق بدوي لجولات يومية قصيرة أو طويلة في المنطقة. كما وتتوفر الجمال التي يمكنك
أيضا استئجارها لتقوم بنزهة قصيرة إلى العقبة. والمكان الوحيد الذي يمكن الإقامة
فيه في رم هو الاستراحة الحكومية فيما هنالك أيضا العديد من الخيام التي يمكنك
الإقامة فيها.
ولأولئك الذين
يتمتعون بفترة أكبر من الوقت أو بحس أكبر من المغامرة، فإن أفضل طريقة لمشاهدة وادي
رم تكمن في التخييم والتنزه فيه. وفي الحقيقة فإن سكون وفخامة بقعة الأرض تتضح أكثر
بالمشي فيه على الأقدام. وكل ما تحتاجه للمشي في وادي رم هو العديد من الماء (على
الأقل 2-3 ليترات من الماء يوميا) وبعض الطعام والأحذية الجيدة المناسبة وكيساً
للنوم. أما أولئك الذين لديهم سيارات ذات دفع رباعي، فإن ما يلزمهم هو خارطة ووقود
كاف من أجل رؤية أكبر قدر ممكن من تلك البقعة، وفي الوقت نفسه يحتفظون بطاقتهم من
أجل القيام بالنزهات الرائعة مثل النزهة إلى الجسر الحجري في بردة التي تعتبر واحدة
من أكثر المواقع جذبا في وادي رم.
ويمكن للمغامرين الحقيقيين تجربة مهاراتهم وقوة تحملهم
عن طريق تسلق أعلى جبال الأردن، جبل رم. إن تسلق ذلك الجبل مرهق ويعتبر
تحد حقيقي يجب أن يقوم به فقط من يملكون قلوبا شجاعة وعزيمة لا تقهر. وينصح بمرافقة
دليل عند القيام بالجولة التي تستمر لمدة عشر ساعات إلى القمة، ويجب أن يتم اتخاذ
الإجراءات مسبقا من أجل الحصول على حجز في الاستراحة الحكومية.
ويجب على الأشخاص الذين يبتعدون عن الطريق أن يلتزموا
الحذر من خلال البقاء على الطريق لتجنب الانجراف داخل الصحراء. ويجب عدم المجازفة
بالمضي بعيدا في الوادي، وتذكر بأن عليك إحضار كمية لا يستهان بها من المياه. وينصح
الباحثون عن المغامرات باتباع طريق توني هوارد المفصلة وطريقته في تسلق جبال وادي
رم والبتراء، أو التقليل ما أمكن من المشي والتسلق في رم.